يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الجمعة، 23 أغسطس 2013

مرض تبقع على أشجار الزيتون ومكافحته - الجزء الثاني







حيث من المؤكد أن الظروف والعوامل البيئية المناسبة للطفيل Parasite تلعب دوراً مهماً وكبيراً في تأكيد واقعة حدوث المرض على النبات العائل Host . وفي حال عدم توفرها عادة فإن هذا يعين نجاة النبات من المرض واستمراره في النمو والانتاج على أحسن حال وهذا يفسر فعلاً ما حدث في السنوات الماضية وحتى الآن سلوكية ظهور مرض تبقع عين الطاووس ومسببه خلال بساتين الزيتون والذي يمكن دراسته في التالي:

1- شجرة الزيتون كعائل ومدى قابليتها للإصابة:

لقد اتضح من خلال المشاهدات الحقلية أن كل الأصناف والتي انحصرت في مواقع ظهور المرض قابلة للإصابة ولكن بدرجات متفاوتة في نسبة الإصابة وشدتها، ولقد أظهر كل من الصنف صفراوي وخضيري قابلية للإصابة بدرجة كبيرة في حين أن بعض الأصناف الشحمية مثل الدرملالي أو مايسمى بالدعبلي فقد أبدت أشجاره المتناثرة والمتفرقة قوة احتمال وتحمل لشدة الإصابة إلا أن الأمر يحتاج إلى دراسة وبحث عن الصنف المقاوم بصورة أدق وأعمق.

حيث أنه من المعروف أن صفة القابلية للإصابة في صنف معين ترجع إلى وجود المواد التي يتطلبها الفطر المسبب بالكمية والنوعية التي تناسبه وهذا بالطبع يرجع إلى وجود تراكيب وراثية أو مايعرف بالجينات المسؤولة عن ذلك في النبات العائل والذي يعرف بنظرية الجين للجين وفي نفس الوقت خلو النبات من العوامل والمؤثرات التي تعاكس أو تقلل من درجة التطفل القائم بين الفطر وعائله.

2- الفطر المسبب كطفيل:

لم يعرف لهذا الفطر كما أشرنا إلا طوره اللاجنسي الكونيدي المترمم والقادر على التطفل بدرجة عالية. إذن فهو يعيش معيشة رمية ساكنة خلال التربة الزراعية المتواجدة فيها شجرة الزيتون وعلى الأوراق التي تساقطت ومعيشة طفيلية نشطة على الأشجار خلال الأوراق والأغصان العضة الحية وأحياناً على الأزهار والثمار، وعلى ذلك فإن حالة التطفل تنجم بعد سقوط جراثيم الفطر الكونيدية الناضجة على أسطح أجزاء النبات المهيئة بالرطوبة وتكوين عضو التصاق وهيفا العدوى ودخولها أنسجة النبات تحت تأثير درجات حرارة التي تقع مابين 10-20 م° المناسبة لإنبات هذه الجراثيم والتي يتكشف عنها مع تقدم الإصابة ميسليوم وتزداد حالة التطفل استقراراً كلما كانت كل الظروف والعوامل المحيطة وداخل النبات أكثر مناسبة للفطر ونموه والعكس صحيح.

على أنه من الواضح أن سلوك الفطر داخل أنسجة النبات تحت ظروف الحقل ومحاولة عزله على بيئات صناعية وتركيبية تلقي بعض الضوء على مدى نزعة الفطر نحو التطفل.

3- الظروف والعوامل المحرضة على حدوث المرض:

إن الفطر المسبب ومقدرته على إحداث الإصابة واتساع رقعة انتشارها تزداد بالإضافة إلى ماسبق بتوفر مايلي:

‌أ- توفر العوامل المناخية: من المعروف أن نمو الفطر يتواصل في مجال حراري واسع يتراوح من 10-30 م°، وتعتبر درجة الحرارة وثباتها واستقرارها والتي تقع مابين 12-15 م° هي الدرجة المثلى لإنبات الجراثيم ونمو الفطر. كما أن الأجواء الدافئة الرطبة تساعد وتسرع من عملية تكوين الجراثيم وإنضاجها وظهور أعراض الإصابة. وبذلك تعتبر أشهر الخريف والشتاء عادة من أنسب الأوقات لحدوث الإصابة حيث تتوفر درجات الحرارة والرطوبة المناسبتين لتحريض الجراثيم على إحداث العدوى والتي تكون الرطوبة فيها ناشئة عن سقوط الأمطار أو تشكل الندى أو الضباب. كما أن الأمطار المصحوبة برياح قوية تعمل على نقل وتوزيع وانتشار الجراثيم من موقع لآخر ومن شجرة لأخرى وعلى أجزاء الشجرة الواحدة.

إلا أن الفطر يدخل في حالة السكون عندما ترتفع درجة الحرارة عن 30 م° وتنخفض دون 10 م° وهذا يعني أن فترة نشاط الفطر تتعاظم خلال أشهر الخريف وتسكن خلال الشتاء البارد وتتواصل خلال أشهر الربيع وتبعاً للظروف المناخية المتقلبة خلال أشهر الصيف.

‌ب- دور الخدمات الزراعية : من المؤكد أن غياب الخدمات الزراعية المطلوبة من فلاحات وتسميد وتقليم ومكافحة الأعشاب يعني خلق أشجار تكون مقدرتها على احتمال الإصابة بالمرض متدنية هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن عدم تنفيذ مثل هذه الخدمات من شأنه تهيئة الظروف وتوفير مصادر العدوى الأولية لحدوث الإصابة وتعاظمها وتوسيع رقعة انتشار المرض واستقراره.

‌ج- العوامل الطبوغرافية المتواجدة فيها شجرة الزيتون: لقد تأكد من خلال الرصد المستمر لتتبع نشاط وظهور المرض أن الوديان وسفوح الجبال المتواجدة فيها أشجار الزيتون والكثيفة في زراعتها هي أشد المواقع التي يظهر فيها المرض ومما زاد في ذلك توفر مساحات كبيرة تنتشر فيها الأصناف ذات القابلية للإصابة بشدة بأعداد عالية وفي مساحات متصلة، ومن المظاهر التي تدل على أن الرطوبة الجوية متوفرة بنسبة عالية في تلك المواقع خلال أشهر السنة والتي تتناسب واحتياجات الفطر هو نمو الأشنات بغزارة على جذوع وفروع أشجار الزيتون في مواقع انتشار المرض.



0 التعليقات:

إرسال تعليق